ويقدر مجموع عدد سكان التبت بحوالي 7,8 ملايين نسمة. من بين هؤلاء يعيش 2,2 مليون نسمة في منطقة التبت المتمتعة بالحكم الذاتي وفي مقاطعات التبت ذاتية الحكم في قانسو وجينقهاي وستشوان. كما يعيش ما يقرب من 189 الفاً منهم في الهند، و16 الفاً في نيبال، واربعة الاف وثمانمائة في بوتان. ويتركز وجود شعب البالتي، الذي تعود اصوله الى شعب التبت، ويبلغ تعدادهم حوالي ثلاثمائة الفاً، في منطقة بلتستان بالباكستان. كذلك هناك عدد كبير من التبيتيين يقدرون بحوالي خمسة وعشرين الفاً يقيمون في بلدان الشتات في كل من الولايات المتحدة الأميركية واروبا وأستراليا وكندا والبرازيل ومنغوليا. بعد ان ضمت الصين التبت وما أعقب ذلك من اضطهاد اهلها، هاجر الاف التبتيين الى الهند والباكستان ونيبال وبوتان ومنغوليا وأميركا الشمالية واروبا وأستراليا.
يتحدث التبتيون اللغة التبتية التي تنتمي الى فرع اللسان التبتي-البورماني من عائلة اللغات الصينية-التبتية. وتتبع الغالبية الساحقة من التبتيين الديانة البوذية التبتية؛ فقد وصلت الديانة البوذية الى التبت في القرن السابع الميلادي. هذا، ويعتبر الدالاي لاما المرجع الروحي والزمني معاً للتبتيين البوذيين.
التبت والعالم الإسلامي:
وردت هناك إشارات الى التبت في اعمال الجغرافيين والمؤرخين المسلمين في العصور الوسطى أمثال ياقوت الحموي وابن خلدون والبيروني والطبري وابن رسته واليعقوبي ورشيد الدين الهمذاني. كانت التبت معروفة لدى الجغرافيين والمؤرخين المسلمين باسم تيبات أو ثيبات. جاء وفد من الصين والتبت الى الجراح بن عبد الله والي خراسان في عهد الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز (717 – 720 م) يطلبون منه ارسال داعية مسلم الى التبت يعلمهم دينهم، فكان أن أرسل إليهم سليط بن عبد الله الحنفي ليقوم بهذه المهمة. هذه الحادثة ما هي الا اشارة الى وجود جماعة مسلمة صغيرة في التبت في مطلع القرن الثامن الميلادي.
بعد أن فتح محمد بن القاسم السند في العام 712، أصبحت التبت جزءاً من شبكة التجارة الآخذة في الاتساع والتي ربطت بين الهند والصين وشبه جزيرة الملايو من جهة وبين العالم الإسلامي من جهة أخرى. وقد كانت هناك علاقات دبلوماسية وسياسية وتجارية بين التبت والعالم الإسلامي في فترة الخلافة العباسية. وقيل انه في القرن الثامن الميلادي اعترف ملك التبت بسيادة الخليفة العباسي، المهدي (775 – 785)، على بلاده. كما بدأ استيراد الذهب من التبت في القرن الثامن ذاته حيث استخدمه الحكام المسلمين لسك العملة الذهبية (الدينار).
يذكر مؤلف كتاب "حدود العالم من المشرق الى المغرب" مجهول الهوية الذي كتبه بالفارسية في القرن العاشر الميلادي أن عاصمة التبت، لاسا، كان بها مسجد، بالرغم من أن المسلمين المقيمين بها كانوا مجموعة صغيرة. وفي السنوات الأخيرة من القرن الثاني عشر غزا حاكم البنغال، محمد بختيار خالي (المتوفى في العام 1205)، التبت واخضع أجزاء من الإقليم لسلطته. وفتحت الجيوش الإسلامية في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي وبداية القرن السادس عشر أجزاء من التبت تقع ما بين بدخشان وكشمير بما فيها بلتستان. كانت التبت في النصف الثاني من القرن السابع عشر تحت سلطة الحكام الكلماك الذين يتحدرون من أصول منغولية – تركية.
المسلمون في التبت:
الصين والتبت ليستا متجاورتين جغرافياً فحسب، بل تربط بينهما عرى التأريخ والاقتصاد والثقافة. كذلك العلاقات بين الصين والجزيرة العربية كانت قائمة قبل ظهور الإسلام. كان التجار والمتسببون الصينيون يزورون بصفة مستمرة المعارض التجارية في الجزيرة العربية لبيع وشراء البضائع والسلع. وحسب مصادر صينية فان وفداً عربياً زار مدينة كانتون الصينية التي تعرف الان باسم غوانزو في العام 651 م. ويقول المؤرخون المسلمون ان هذه الزيارة تمت في عهد الخليفة عثمان بن عفان، حيث كان الصحابي سعد بن ابي وقاص على رأس الوفد. ومن المعتقد انه بنى جامعاً في غوانزو. تعود أصول المجتمعات الاسلامية الاولى في الصين والتبت الى التجار والجنود العرب والفرس ومن اسيا الوسطى والمنغوليين الذين استقروا في الساحل، جنوب شرقي الصين ما بين القرن السابع الميلادي والقرن العاشر. كثير منهم تزوج من نساء صينيات وتبتيات اعتنقن عقيدة ازواجهن.
 الجامــع الكبيــر في شــــيـان، أحد أقدم جوامـــع الصــــين
يتميز المجتمع الصيني بتنوع عرقي وديني وثقافي ولغوي كبير. وتشكل قومية الهان الصينية أكبر مجموعة عرقية في البلاد، حيث يمثلون 91,95 من سكان الصين الذين يبلغ تعدادهم 1,35 مليار نسمة. وتعترف الحكومة الصينية بخمسة وخمسين مجموعة من الاقليات العرقية التي يطلق عليها رسمياً قوميات أو أقليات قومية (منزو). ويبلغ تعداد هذه الأقليات حوالي مائة وعشرين مليوناً، ما يمثل 8,49% من عدد السكان الإجمالي.
تدين عشرة من الأقليات الصينية الخمسة والخمسين بالإسلام، وهي الهوي والايغور والكازاخ والقرقيز والسلار والبونان والدونقشيانق والاوزبك والطاجيك والتتار. أكبر الأقليات المسلمة من حيث العدد هي: الهوي (10,5 مليون)، ثم الايغور (10 ملايين)، يليهما الكازاخ (1,2 مليون)، والقرقيز (0,2 مليون). يتركز وجود الهوي، الذين يشكلون حوالي نصف عدد السكان المسلمين الصينيين، في المقاطعات الشمالية والغربية، وهم تقليدياُ من المزارعين وأصحاب المتاجر والحرفيين. وهم حفدة التجار من العرب واسيا الوسطى والفرس الذين بدأوا في المجيء والاستقرار في الصين منذ القرن السابع الميلادي. واقترن الكثيرون منهم بنساء صينيات من البيئة المحلية مما تأتى عنه ذوبانهم التدريجي في المجتمع الصيني. وهم في الغالب ما يتحدثون لغة الماندرين أو لهجات أخرى لا تنتمي الى اللسان التركي. ومن مؤشرات ذوبان المسلمين الهوي في المجتمع الصيني السائد هي أسماؤهم ذات الجذر الصيني. وعليه، فان محمد أصبح ما أو مو، حسين تحول الى هو، سعيد الى ساي، شمس الى زينغ، وعثمان أصبح كاري.
المسلمون التبتيون من أصول مختلطة. وتعود اصولهم الى رجال مسلمين من كشمير ولاداخ واسيا الوسطى ممن هاجروا الى التبت في حوالي القرن الثاني عشر الميلادي وتزوجوا نساء تبتيات. هاجر في القرن السابع عشر بعض مسلمي الهوي من ننغيشيا في قلب الصين الى التبت واستقروا في سيلنغ (التي تدعى اليوم زيننغ) في الجزء الشمالي الشرقي من الإقليم. تزوج كثيرون منهم نساء تبتيات. وفي لاسا جماعة من المسلمين الهوي حيث لديهم جامع خاص بهم ومقابر خاصة.
تاريخياً، كانت الغالبية البوذية في التبت، لا سيما قيادتهم الدينية متسامحة ومتأقلمة مع هوية المسلمين التبتيين الدينية والثقافية، وكذلك مع مشاعرهم. ففي عهد الدالاي لاما الخامس (1617 - 1682) مُنح التبتيون المسلمون حقوقاً دينية وقانونية وتعليمية واقتصادية وثقافية كبيرة. كانت لديهم حرية مطلقة في ممارسة شعائرهم الدينية بدون أدني تدخل أو ضغوط من الحكومة، كما كانت لهم حرية بناء الجوامع وانشاء المدارس الإسلامية. فقد منح الدالاي لاما الخامس الجماعة التبتية المسلمة بعض الأراضي في لاسا لبناء جامع وتخصيص مقبرة لهم. وكانت للمسلمين التبتيين حرية انتخاب مجلس من خمسة أعضاء لإدارة وتنظيم مؤسساتهم الدينية والقانونية والتربوية والثقافية. وقد سُمح لهم بتسوية نزاعاتهم الداخلية وفقاً للقوانين الإسلامية. كما جرى اعفاؤهم من دفع الضرائب. وفي أزمنة خلت، كان بيع واستهلاك اللحوم محظوراً في التبت طيلة شهر "سيكا داوا" المقدس لدى البوذيين؛ الا ان المسلمين التبتيين كانوا مستثنين من هذا الحظر. وكانت توجه دعوة للزعماء المسلمين كافة لحضور جميع المناسبات الحكومية.
 مســـجد لاســــــــــــا الكبيـــر بالتبــــــت
 تعكس عمارة مسجد لاسا الكبير خليطاً مؤتلفاً من أنمـاط واشكال آسيا
الوسطى وأنماط واشكال العمارة الصينية
نصت اتفاقية السلام الموقعة بين التبت ولاداخ في العام 1684 على السماح لوفود التجار المسلمين القادمين من لاداخ بزيارة التبت مرة كل ثلاثة أعوام. وقد استقر كثير من التجار المسلمين القادمين الى التبت من لاداخ وكشمير ضمن هذه الوفود التجارية في المنطقة. ومنذ القرن السابع عشر الميلادي هاجر التجار المسلمون من وادي كشمير واستقروا في نيبال. وحينما غزا بريتفي ناريان شاه، حاكم نيبال، وادي كتمندو، أمر بطرد مسلمي كشمير، فهاجر معظمهم الى التبت. وفي العام 1841 غزا جيش عائلة دوغرا الحاكمة في كشمير التبت، الا ان قوات الدالاي لاما قامت بصدهم. وقد أسرت قوات التبت العديد من الجنود المسلمين الكشميريين واللاداخيين الذين كانوا في عداد جيش دوغرا، كما أسروا جنود دوغرا الهندوس. معظمهم استقر في التبت بعد إطلاق سراحهم. بعض جنود دوغرا الهندوس تحول الى الإسلام واختاروا البقاء في التبت. وقد أدخل أسرى الحرب الكشميريون واللاداخيون زراعة التفاح والمشمش الى التبت.
 نســــاء مســــلمات من التبـــــت
اسفرت معركة شامدو التي جرت في أكتوبر/ تشرين الأول العام 1950 عن انتصار حققه الجيش الصيني على التبت. وفي العام 1959 حلت الصين حكومة التبت التي كانت قائمة حتى ذلك الوقت، وأعلنت رسمياً ضم التبت الى جمهورية الصين الشعبية. وقد صاحب احتلال الصين للتبت حملة قهر واضطهاد وحشية طالت كذلك حقوق شعب التبت الدينية والثقافية، وتقاليده أيضاً. أدى ذلك الى هجرة عشرات الالاف من التبيتيين، بما فيهم المسلمون، الى الهند حيث وجدوا ملجأ لهم في ولايات ومناطق هيماشال براديش وكشمير ولاداخ وكاليمبونغ ودارجيلينغ وفي عاصمة ولاية سيكيم، غانغتوك. ويعيش اليوم حوالي الفان من التبتيين المسلمين في مدينة سريناغار، عاصمة ولاية جامو وكشمير.
يعيش حالياً حوالي أربعة الاف من المسلمين التبتيين في التبت ذاتها، نصفهم تقريباً يقيم في العاصمة لاسا. بعد الغزو الصيني للتبت، شهدت الحريات الدينية والثقافية والإدارة الذاتية التي تمتع بها المسلمون التبتيون لقرون طويلة تقويضاُ شديداً وعلى نحو خطير. وقد رعت الدولة الصينية مذ ذلك الحين هجرة منظمة للصينيين من قومية الهان ولمسلمي قومية الهوي الى التبت، مما أفرز تغييرا ملموساُ وكبيراً في التركيبة الديموغرافية للإقليم. فقد جرى دفع التبتيين، بما فيهم المسلمين منهم، الى السهوب. وعلى العكس من اعداد المسلمين الهوي الذين تعترف الصين بهم كجماعة أو قومية مسلمة، صُنف المسلمون التبتيون ببساطة كتبتيين فحسب.
الدالاي لاما هو بلا منازع الزعيم الروحي للتبتيين البوذيين. وعلى الرغم من ان المسلمين التبتيين لا يعتبرونه زعيماً روحياً لهم، الا انهم يكنون له تقديراً عالياً. وهو كذلك يعاملهم بقدر كبير من المودة.
 الدالاي لامــا مع مجموعة من الحجاج المسلمين التبتيين
بلتســــتان:
بلتستان (أو كما يسميها التبتيون སྦལ་ཏི་སྟཱན) والتي تعرف أيضاُ بالتبت الصغرى (སྦལ་ཏི་ཡུལ་།)، هي منطقة جبلية في مقاطعة كاراكورام والتي تقع في تقاطع الحدود ما بين الهند والباكستان. وهي في تخوم جيلجيت الى الغرب، وشينجيانغ (سينكيانغ) في الشمال، ولاداخ الى الجنوب، ووادي كشمير الى الجنوب الغربي. كان الجغرافيون والمؤرخون المسلمون في القرون الوسطى يشيرون الى بلتستان بالتبت الصغرى، والى لاداخ بالتبت الكبرى. وقد دخل الإسلام الى بلتستان في القرن الخامس عشر على يدي زعيم طريقة صوفية فارسي بارز، هو السيد علي الحمداني، أو على ايدي بعض اتباعه. استمر الملوك المسلمون يحكمون بلتستان حتى القرن التاسع عشر. ثم غزاها جيش حاكم كشمير، راج قولاب سينغ، في العام 1840، وبقيت منذ ذلك الحين وحتى العام 1947 جزءاً من امارة جامو وكشمير. وبعد انضمام حاكم جامو وكشمير الى الهند في اعقاب تقسيم شبه القارة الهندية في العام 1947، قام رجال من كشافة جيلجيت والقوات الباكستانية غير النظامية بغزو بلتستان والاستيلاء عليها. ومنذ ذلك الوقت باتت جزءاً من باكستان حيث تسمى الان منطقة جيلجيت بلتستان المتمتعة بالحكم الذاتي.
 أطفال من البـــلـــتـي
غالبية السكان الذين يعيشون في بلتستان هم من شعب البلتي المتحدرين من أصول تبتية. انهم مسلمون، ولكن بقايا العادات والتقاليد التبتية التي تعود الى قرون مضت وكذلك اللغة التبتية ظلت موجودة وراسخة.
المســلمون التبتــيون: ارث هجــين
لاحظ عالم الاجتماع والفيلسوف المرموق، ارنست غلنر، وهو مراقب ثاقب النظر والمعي ومتحمس للمجتمعات الإسلامية أن السمة المميزة للمجتمعات الإسلامية في كل انحاء العالم هي الاستمرارية والتآلف الرائع بين التقاليد الإسلامية العظيمة متجسدة في المعتقدات والشعائر الإسلامية، (اركان الإسلام الخمسة)، وهي مدونة قانونية واخلاقية شاملة، والمؤسسات الدينية والثقافية، جنباً الى جنب مع تقاليد بسيطة تمثلها العادات والممارسات الثقافية الموروثة في منطقة بعينها. هذا، وتعكس ثقافة المسلمين التبتيين تآلفاً من السمات والتقاليد والأعراف المستمدة من التبت وكشمير ولاداخ واسيا الوسطى. وينعكس هذا التناغم بشكل واضح في استخدامهم للغة التبتية، وفي طراز عمارة المساجد، وفي الاعراف، كما في الملابس وعادات الطعام والغذا
ء.
فيما يتعلق بالمسلمين التبتيين - وهم حالهم حال كل المسلمين في جميع انحاء العالم على وجه العموم - يمثل الإسلام المصدر الرئيس لهويتهم وعمادها المتين. فحياة الفرد والجماعية بين المسلمين التبتيين تحكمها اركان الإسلام الخمسة. ففي التبت أربعة جوامع، واحد في لاسا، واثنان في شيغاتس، وواحد في زيتانغ. وهناك مدرستان رئيستان لتعليم القرآن والعلوم الدينية في الإقليم، احداهما في لاسا والأخرى في شيغاتس. ترتدي النساء المسلمات التبتيات، عموماً، الحجاب.
غالباً ما تكون الهويات العرقية والثقافية متعددة وهجينة ومتكاملة وذائبة في آن. تأخذ عملية تهجين الهويات فترة طويلة من الزمن. كما ان عملية تكوين الهوية تتأثر بادراك الفرد لذاته واختياراته، فضلا عن احاسيس واحكام الاخرين وما ينسبونه اليه. وعليه، نستطيع التمييز بين الهوية الذاتية وتلك التي تتأتى عما هو منسوب اجتماعياً. وعلى الرغم من أن هذين البعدين لعملية تشكل الهوية متباينان، الا انهما في الغالب الاعم منصهران في ذات الوقت. فالمسلمون في التبت يطلق عليهم عموماً وصف كاشي ((ཁ་ཆེ مما يعني نسخة فاسدة من الكشميري، وهو تلميح الى أصول المسلمين التبتيين الكشميرية. ففي ازمنة بعيدة كان وادي كشمير يُعرف بكاشي يول. والان يصف الكشميريون المسلمون التبتيين المسلمين الذين يقيمون في كشمير بالتبتيين.
 جـيب للمسلمين التبتيين في سريناغار، كشــمير (اندرو وايتهد)
لم يزل المسلمون التبتيون الذين يعيشون في التبت وهؤلاء الذين يقيمون في الهند ونيبال وبوتان والولايات المتحدة الأميركية واروبا وأستراليا والبرازيل يعتزون بهويتهم الهجينة التي تجمع بين العقيدة الإسلامية والتقاليد التبتية.
 اســرة تبتـية مســـلمة تجلــس على مائــدة الفطــور بعــد صيامهــم
|